الأخبار

وداعا ” جواس ” في زمن تعثر عنده العبور ‼️

 

د. محمد الزعوري

ما للدموع من مآق لتجري عليها ، وما للحزن من مكان يتسع ليحتوي غصص الفؤاد .. وما من جغرافياء ينتسب إليها هذا الإرهاب المتوحش .. فكل شيء صار هلاما يتسع ويتمدد في فضاء النهايات المرسلة بالفناء والدمار وما زلنا نترقب ..

هنا فقط يتوقف الزمن وتفشل عقارب الساعة عن الدوران ، ويتمزق السكون ومضا يسابق الضوء فتنحني أمامه أنظمة الكون وتتلاشى في اتون ثقب أسود لايشبع من الأشلاء والدماء المسفوكة على قارعة الطرق ..

زمن تعثر عنده العبور .. وتوقف مكرها عند ضجيج البارود المنفلت ، ليعلن عن تراجيديا اللحظة الماكرة بماشهد مريبة تسترجع مآثر لم تكن في شاشة العرض حينما تخلفت تفاصيل البث عن الوصول الى المنابر وقنوات التراسل المتحيزة .

تلك هي الفاجعة التي كنا ننتظرها .. لكنها مرت عنوة على أشلاء العظماء .. ونثرت من ذوائبها الماكرة رذاذا من بكاء المراياء وحنين المدائن المنهكة ومضت مثقلة بالزهو الفاجر الحقير ..

لحظة أرخت لنهاية قصة خالدة لبطل لم تنجب الأمهات له مثيل ، ويقينا نعلم الآن إن الفارس ترجل من على صهوة جوادة مودعا وطنا وشعبا كان لهم حصنا لاينكسر .. ترجل تاركا خلفه تاريخا حيا بالماثر .. وعشقا منثورا في ثرى الجبال السمر بادلته الوفاء وإن شربت من روحه الكثير لكنه ما تخلف عن الركب .. قصة كتبت سطورها بصبيب الرصاص المنهمر وما ترجل لولا الغدر وإرهاب المسوخ وقهر الرجال .

لحظة صادمة مرت من هنا كلص على أطراف أصابعه .. مخلفة ورائها بحرا هائلا من القهر يمزق النفوس ..

نم قرير العين ” جواس ” أنت ورفاقك .. فقد أحييت فينا الكبرياء ، وأشعلت ثورة الكرامة لتقتلع شذاذ الآفاق أينما كانوا فغدا لناظرة قريب ، فلم يحن الوقت للرثاء بعد .. وإن تملكنا الحزن وجفت المآق من الدموع ، وتشبثت في حنايا النفس الكالحة غصة مجنونة لاتتوقف فلن نبرح المكان حتى ننتصر ونرفع راية المجد في كل شبر من أرضنا السليبة .. والله غالب على أمره .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى